” زواج لم يكن في الحسبان” الجزء الثلاثون
عجبا لهذه الحياة عندما تعطينا ظهرها نشعر بأننا نشبه القشه الضعيفة يسهل كسرها ،عندما نعلم بقدرنا تغشى عين الحكمة وينغلق العقل والقلب بكل شعوره، فالقدر مثل الهدية المغلقة لا نعلم ما بداخلها إلا عندما نقترب وننظر ما في جوفها
في القاهرة
ف منزل والد يونس
محمد: رغد تعالي يا بنتي أدخلي
رغد : فين يونس
محمد: يونس سافر
رغد بذهول : سافر امتي ؟
محمد: سافر من يومين هو مقالش ليكي
رغد : لا معرفش ، هيرجع أمتى؟
محمد: يونس مش هيرجع يا رغد
رغد: مش فاهمة يعني ايه مش راجع
محمد: يونس سافر تبع شغله عقد لمدة 4 سنين ،
رغد وهي تجلس بصدمة على الكرسي : ايييه 4 سنين
محمد : خير يا بنتي ، هو ف حاجة ؟ كنت عايزاه ف ايه ؟
رغد : اهااا… لا مفيش أنا لازم أمشي عن إذنك
وغادرت رغد
ف منزل رغد تحديداً في غرفتها
رغد وهي تبكي ف أحضان والدتها : سافر يا ماما وساب البلد كلها ، أعمل ايه ؟
نادية : متخافيش أنا وأبوكي معاكي ابنك او بنتك اللي جاي هيتربى أحسن تربية متقلقيش
رغد وهي تخرج من أحضان والدتها أردفت بكره : ماشي يا يونس ووضعت يدها على بطنها
واكملت : واللي ف بطني ده مش هعرفك بوجودة ولا هخليك تلمح طيفة والله لوجع قلبك زي ما وجعتني الطفل دة ملكي لوحدي محدش ليه حق فيه غيري أنا هكون ليه الأم والأب هكون أنا العالم الخاص ليه ودة وعد مني ومسحت بقايا دموعها بعنف
هل ستوفي رغد وعدها أم سيكون للقدر رأي آخر ؟
ف دولة الإمارات
يمسك يونس صورة رغد أردف بحزن : أنا آسف على اللي عملته كان لازم أبعد ، أنا عارف أني كنت أناني وغلطت ف حقك، وبعترف أني بدأت أحبك وأبتسم بحزن وأكمل :أيوة حبيبتك عرفتي تكسبي قلب يونس
تجاهلك لاتصالاتي حقك ، أنا بعترف إني جرحتك جامد أوي أوعدك لم أرجع هصلح الأمور وأراضيكي ، بس أتمنى تسامحيني عارف رجوعي هيكون متأخر بس أنا واثق أنك هتغفري لحبيبك يا رغد
ف القاهرة
علي برفض: لا طبعا أنتي مجنونة عايزة تخبي اللي ف بطنك عن أبوه كده كده هيعرف
رغد : عشان خاطري يا بابا ، متقولش لعمي اني حامل ،
علي : يا بنتي لا العقل ولا المنطق يخليني اسمع كلامك طيب العيل اللي جاي ده مسيرة هيكبر ويسأل على ابوة هتقوليلوا ايه
رغد: سيب كل حاجة بوقتها يا بابا بس عشان خاطري محدش لازم يعرف اني حامل خصوصاً يونس ، أنا فاهمة كويس أوي أنا بعمل ايه هو هيعرف بس ف الوقت اللي أنا عايزاة
أكملت والدموع تملأ عينها : مش يونس دة اللي طلق بنتك ، سابها وسافر هو ده اللي هان بنتك وكرامتها وجوازها منه كانت غلطة أنا بحاول أرد ربع اللي عمله فيا
علي :بس مش لدرجة دي تخبي عليه أنه ليه طفل منك
رغد بعصبية : قسما بالله لو يونس عرف أو حد من طرفة لاسيب البلد وأمشي ومش هتعرفو لي طريق
علي بخوف على ابنته : خلاص يا بنتي أهدي ، لو ده هيخفف عنك يريحك موافق
ف الامارات
أستلم يونس عملة وبدأ بالإنشغال به ولكن كان اشتياقة وحبه للرغد يزداد يوماً بعد يوم بدأ يتأكد من أحساسة تجاه رغد بدأت تسيطر على أفكارة بطريقة غيرطبيعية فبعده عنها عرف بقيمتها أكثر وقرر بعد أن يعود إلي القاهرة سوف يراضيها ويعوضها عن السنوات التي قضاها بعيداً عنها
بعد أن أنهى عملة أتصل على والدة
يونس : عامل ايه يا بابا
محمد : أنا بخير يا بني ، أنت كويس
يونس : الحمدلله
محمد : يونس رغد من كام يوم جت سألت عليك
يونس بإستغراب : خير يا بابا كانت عايزة ايه ؟ هي كويسة
محمد : أها بخير، مش عارف يا بني والله بس لم عرفت أنك سافرت لمدة كبيرة ملامحها أتغيرت ، رغد لسه بتحبك يا يونس وانت خسرتها للأسف، لو كنت حاولت أكتر من كدة كانت تبقى معاك دلوقتي
يونس بندم : أكبر خسارة ف حياتي ، بس عرفت بده بعد فوات الأوان غصب عني ، بس والله هصلح غلطتي لم أرجع
محمد: مرتاح عندك يا بني
يونس : مش فارقة يابابا خلاص بقى أمر واقع ولازم أتقبله
محمد : أن شاء الله خير ، خلي بالك على نفسك ، لا اله الا الله
يونس : محمد رسول الله
ف الإسكندرية
مي : وبعدين بقى أنا تعبت دي مبقتش عيشة
يامن : غلطتك كانت كبيرة ولازم تتعاقبي عليها ، غير كده كمان أنتي عارفة خروجك لوحدك فيه خطر
مي : طيب أنا عايزة أخرج أشم هوا أروح مكان مفتوح
يامن ببرود : مفيش خروج من البيت عايزة تروحي عند امي تمام عايزة تروحي بيت أهلك تمام وطبعا رجلي على رجلك
مي بعصبية : يوووووة خلاص مش عايزة اتنيل
يامن : إن شاء الله ما تنيلتي ، أحسن
ونهض وتركها يستعد لذهابه لعمله
عند حازم
رانيا بذهول : عرفت منين أنه اتجوز مي
حازم بثقة : من مصادري الخاصة ، أنا ليا عيون في كل مكان
رانيا : اتجوزها امتى ؟
حازم : تقريباً بعد ما خرجت من المستشفى مش عارف بالظبط بس مي حاليا بقت مراته
رانيا : وهتعمل ايه ؟
حازم : اللعب الغامض مالوش لازمة ، لازم كله يبقى على المكشوف انا خلاص خططت وهنفذ
ورفع هاتفه على أذنه واردف : نفذ زي ما قولت لك
رانيا : هو مين ده ، أنت عملت ايه يا حازم
حازم : كمان شوية هتعرفي
في المساء
ف منزل يامن
مي وهي تفتح الباب: مييين حضرتك
هو : أنا صاحب يامن
مي : بس يامن مش موجود هو دلوقتي في الاستوديو
هو بحزن مزيف : مش عارف أقولك ايه ؟
مي : تقول ايه ف ايه ؟
هو : يامن عمل حادثة وهو في المستشفى
مي بشهقة : بتقول ايه وأردفت ببكاء : طيب استني انا جاية معاك ، خمس دقائق أغير هدومي
هو : تمام ، أتفضلي
دلفت مي للداخل وتركت باب الشقة مفتوح
الشخص المجهول وهو يرفع هاتفه أردف بصوت منخفض : أمن الطريق وأغلق الخط
بعد دقائق تخرج مي وأغلقت باب الشقة
هو : أتفضلي يا مدام ، فسارت مي أمامه فنظر هذا الشخص في جميع الاتجاهات لم يجد أحد فأخرج من جيبة منديل به مخدر ووضعة علي أنف مي حتى فقدت وعيها فحملها هذا الشخص بين يديه وغادر بهدوء
ف الاستوديو
سامر بصدمة : أتجوزت ومخبي عليا يا يامن
يامن : هي جوازة مزيفة مش حقيقية
سامر : مش فاهم إزاي ؟
يامن : جوازنا عبارة عن صفقة عشان احميها
سامر : أنا مش فاهم حاجة صفقة ايه ؟ وحماية من ايه بالظبط ؟
يامن : أنا هقولك على كل حاجة …………..
ف القاهرة
نادية : أنتي واثقة من قرارك ده فعلا هتخبي على يونس حملك ، ولنفرض قدرتي ونجحتي ف دة لم يرجع هتواجهيه ازاي ؟ بأبنك أوبنتك اللي معاكي
رغد : محدش عارف بكرة هيحصل ايه ؟ وبعدين يا ماما يونس مش راجع بكرة ولا بعد شهر ولا حتى سنه هيرجع بعد 4سنين أنا مستغربة أزاي ياخد قرار زي ده من غير ما يرجع لي ليه مجاش وقالي وسبني أختار لتاني مره ياخد قراره لوحده
واكملت ودموعها تتساقط على وجنتيها : أول مره لم طلقني ونهى علاقتنا من غير تردد وتاني مره لم قرر يسافر من غير. مايبلغني وانا زي الهبلة اول لم عرفت بموضوع حملي قولت أروح ليه بنتك طلعت ساذجة وعبيطة أوي يا ماما مش أنتي قولت لي أنه بيحبني هيحاول يراضيني فين ده محصلش ليه هي مرة واحد جه البيت فيها واتصل عليا كذا مرة وانتي منعتيني ارد عليه معقول يكون عمل كده عشان يوصل ليا أنه حاول وانا اللي رفضت أسمع ليه يبقي انا اللي خسرته مش هو صح يا ماما
يعني انا كنت في حياة يونس مجرد شخص متعود على وجودة وسبب ليه فراغ مستحيل يكون حبني زي ما قال يونس كداااب تصرفاته أثبتت كده
نادية بحزن على حال ابنتها : والله يا بنتي مش عارفة أقولك ايه سببها لله دة قدر ومكتوب أمر الله يا بنتي
ف الإسكندرية
ف منزل يامن
يامن : مي أنتي فين ؟
ولكن يامن لم يجد رد
دلف للداخل وبحث عنها ولكنه لم يجدها
يامن بغضب : عملتيها يا مي وخرجتي بدون إذني ماشي لم ترجعي أنا هعرفك ازاي تكسري كلامي للمره التانية
فيقطع حديثة جرس الباب فيفتح الباب يجد عمران ومها
يامن : أهلا ، اتفضلوا أذيك يا طنط ، اذيك يا عمي
مها: اهلا يا يامن فين مي كلمتني من ساعتين كده وقالت تعالي أنتي وبابا أقعدوا معايا شوية
عمران : بخير يا بني
يامن باستغراب : كلمتك من ساعتين ، بس أنا جيت مكنتش موجودة ممكن تكون عند أمي
عمران بضيق : شوفتي عمايل بنتك
مها : معلش يا عمران يمكن زهقت من القعدة راحت لايمان ووجهت بصرها ليامن وأردفت : كلمها يا بني قولها أننا جينا
وبالفعل اتصل يامن علي تلفون مي وجده موجود على الأريكة
مها : غريبة سايبة تلفونها وابتسمت واكملت مي تخرج من غير تلفونها دي تنسى نفسها وتلفونها لا
يامن والقلق بدأيسيطر عليه أردف : أنا هكلم أمي لو عندها تبعتها
واتصل على والدته
إيمان : ايوة يا يامن
يامن : اذيك يا أمي عاملة ايه؟
إيمان : أنا كويسة يا حبيبي أنت عامل ايه ومي اخبارها ايه معاك
يامن بذهول : مي؟ اها كويسة
إيمان : مال صوتك يا يامن
يامن : مفيش يا أمي ، انا كويس قولت اطمن عليكي
إيمان : ماشي يا حبيبي هات مي وتعالوا أقعدوا معايا شوية
يامن : حاضر يا أمي ، مع السلامة
وأغلق الخط
يامن : مي مش عند أمي
مها بقلق: هتكون راحت فين ؟ أنا قلبي مش مرتاح حاسة بنتي فيها حاجة
عمران : بس بقى يا مها مي بخير ، ممكن تكون نزلت تجيب حاجة وقبلت حد من اللي تعرفهم وقفت معاه وانتي عارفة بقى كلام البنات
يامن في عالم آخر يدعو الله أن تكون شكوكه خاطئة وان مي بخير لا يمسها أي مكروه يقطع شرودة الرقم المجهول فينظر لهاتفه ويبتلع غصته وفتح الخط وأردف : ألو
حازم : الحاجة اللي بدور عليها موجودة معايا
يامن وهو يجلس على الأريكة بصدمة أردف بصوت مهزوز : مي
حازم : براڤو عليك مي مراتك بقت معايا
يامن وهو يستجمع أنفاسه أردف : عايز منها ايه ؟مي ملهاش ذنب عايز تنتقم انتقم مني أنا ، أنت مين وبتعمل معايا كده ليه وعايز مني ايه
حازم بنبرة غل: عايز أخد حياتك زي ما أخدت مني حياااتي
يامن : مش فاهم
حازم : هتفهم كل حاجة في وقتها ، بكرة تقابلني في ………. كل دقيقة تأخير مراتك هتدفع تمنها
وأغلق الخط
عمران : مي مالها يا يامن رد عليا ؟ بنتي فين انطق
يامن وهو ينظر لعمران بخجل أردف : مي اتخطفت
عمران ومها بصدمة ……………..